الوفاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
كيف أفي مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ الصحابة كانوا يعيشون عهده أما أنا فكيف؟. باتباع سنته ، وسأضرب لك مثلا في حب الصحابة للوفاء بكل كلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم .
النبي كان أثناء هجرته من مكة إلي المدينة يتبعهم رجل يسمى سراقة " وكان يهم أن يلحق بالنبي فيقول صلى الله عليه وسلم " اللهم اكفنيه بما شئت وكيف شئت إنك على كل شيء قدير " فيسقط " سراقة " من على فرسه وهو فارس فيعود ليركب جواده ويلحق بالنبي وما إن يقترب منه يدعو النبي فيقع سراقة " ثم المرة الثالثة فيسقط أيضا فيعلم أن النبي ممنوع وإنه لن يستطيع الإمساك به ، فيقف ويقول : يا محمد: الأمان ، ثم يقول له بعد أن تأكد من خسر المائة الناقة، أعطني شيئا ، فيقول له النبي : أعطيك سوار كسري – الحلي التى كان يرتديها كسرى في يده – وعاد " سراقة " وأسلم بعد ذلك ، ومات النبي وجاء أبو بكر ثم مات وجاء عمر وفتحت المدائن وأخذت سوار كسري وكنوزه كلها ووضعت في المسجد النبوي ويقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه على منبر رسول الله ويبكي ويقول " أين سراقة بن مالك أين سراقة بن مالك ، ويمسك بسوار كسري ويقول قسمة موعودة – بعد 25 سنة تقريبا – ويأخذها سراقة ويبكي كل من في المسجد. وفى عمر بن الخطاب بما وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أنظر لوفاء أبي بكر الصديق : كان النبي يمشي يوما مع سيدنا جابر بن عبد الله وكان فقيرا، فقال له النبي يا جابر لو جاء مال البحرين لقسمت لك وأعطيتك كذا وكذا وكذا – أي سأعطيك بالكومة هكذا وهكذا .. .- فلم يأت مال البحرين ومات النبي صلى الله عليه وسلم وجاء أبو بكر رضي الله عنه ليقول من كان له عند النبي عدة أو دين فليأتنا يقول جابر فأتيته وقلت له لقد قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : لو جاء مال البحرين لأعطيتك كذا وكذا وكذا ، يقول جابر : فحثى أبو بكر حثوة – أي أغترف أبو بكر بيده بعض الأموال – ثم دفعها لي فعدتها فإذا هي خمسمائة درهم ، فهممت أن أذهب ، فقال أنتظر خذ مثليها – أي قدرها مرتان – فقال له : ولم؟ قال لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لك هكذا ، وهكذا وهكذا – إذن لابد وأن أعطيك ثلاثا. أترى وفاء أبي بكر الصديق؟ .
الأعجب من ذلك ونحن نرى الصحابة وهم يستشهدون و يموتون وفاءً للرسول صلى الله عليه وسلم "
في يوم أحد يقول النبي " من يدفعهم عني وله الجنة " ؟
فيأتي " يزيد بن السكن " أحد الأنصار – شاب صغير – ويظل يدافع ويدافع عن الرسول صلى عليه وسلم حتى يسقط شهيدا على الأرض فيقول النبي " ضعوا خده على قدمي – لا تضعوها على التراب – ثم يرفع رأسه إلى السماء ويقول : اللهم إني أشهدك أن" يزيد بن السكن " قد وفى ، اللهم إني أشهدك أنه قد وفى .
وأنت هل وفيت بأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، فمن سنته أن تصلى في المسجد أن تقرأ القرآن، سيأتي يوم القيامة ويقول " يا ربي إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ". (الفرقان, 30)
أين وفاؤك مع نبي الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهل ترضى أن تأتي يوم القيامة وليس لك مع النبي عهد أو وفاء بعدما تعب وضرب وأوذي لكي تولد أنت مسلما؟ أين الوفاء وقد فعل من أجلك كل هذا ؟